هل مر بخاطرك سؤال “ماذا حدث لى ؟” , هل تسائلت يوما : ما هى مشكلتى ؟” لو كانت الإجابة ب نعم لقد سألت نفسى هذه الاسئله فى بعض الاوقات. ف ينبغى عزيزى القارىء أن تعلم أنك لست الوحيد من تدور فى تفكيره هذه الاسئله من وقت لآخر.
وفى حقيقة الأمر فأنه توجد العديد من الاسباب التى تؤدى لهذه التساؤلات. كما أنه توجد العديد من الحلول الممكنه لتجاوزها والرجوع الى نفسيه مستقرة وهادئه.
و لعل من أهم الاعتبارات هو أن لاتتجاهل أو تتهرب من هذه الافكار. ولكن اعطى لنفسك الوقت الكافي لتحاورها وتتفهم مايدور بها . ولا تستهين بأهميه أن تفهم حقيقة مشاعرك وتكتشفها. ولو شعرت بالحاجه الى مساعدة ودعم خارجي فلا تتردد أن تطلبه من صديق تثق به. أو حتى يمكنك اللجوء لأخصائي نفسى لتشرح له افكارك وهواجسك ومن ثم يستطيع مساعدتك.
بالفعل عزيزى لقد مرت هذه التساؤلات فى ذهن كل الناس تقريباً. ولكنها تتفاوت فى مدى استمراريتها ودرجة الحاحها. حيث أن البعض كانت بالنسبة له هي لحظة عابرة من الشك لكن البعض الآخر كان شعور لازمهم مدى الحياة. ويكون حال الانسان فى خلال هذه الأوقات بأن يشعر الشخص بوجود منغصات وأنه ليس على مايرام كما أنه يعانى من شىء ما. وقد يكون في بعض الحالات الاحساس ده حقيقي و بيوصف ظروف الشخص بيمر بيها فعلا. ثم يتساءل هل يستطيع تجاوز تلك الفتره أو لأ.
لماذا تشعر أن هناك شيئًا ما خطأ؟
قبل ما نبدأ بمناقشة كيفية إدارة هذا الإحساس, سوف نبدأ باستعراض الأسباب المحتملة،حيث أنه يوجد أسباب كتيرة ومتعدده. يمكنك ياعزيزى مطالعة هذه الاسباب فيما يلى. وقد يمكنك أيضا أن تعرف أى منها يتوافق مع ماتشعر به :
تشعر بالضيق
هل بتحس بطريقة ما بأن حياتك متوقفه فى وضع لم يعد مريح بالنسبه لك . بالرغم من تعايشك السابق مع هذا الوضع ولكن تشعر بأن شيئا ما تغير. لم تعد الامور كما كانت بالسابق ولكنك عاجز عن اتخاذ قرار. مثلاً بتسعى تستقيل من وظيفتك, أو تحرر نفسك من علاقة سامة.
قد تراودك أفكار عن حياه ترغب فى العيش بها وفى نفس الوقت تشعر بأن ماتعيشه بالواقع ليس هو ماكنت تتمناه دوما لنفسك. وبتزايد الاحساس بالفجوة بين ماتحلم به والواقع المعاش فعليا يتولد الشعور بعدم الرضا
والسخط ويتزايد تدريجيا الى أن يصبح يقين داخلى إن فيه حاجة غلط.
تشعر بالارهاق
لكى تستطيع تفهم ماتشعر به، من حيث هل هو في الغالب شعور بالإرهاق أو إنك مش قادر تفكر بشكل صحيح؟ ولا بتحس إنك مش قادر تقوم بكل التزاماتك المفروضة عليك؟
أحياناً بيكون سبب الشعور ده هو إنك بتواجه ظروف صعبة في حياتك. مثل مثلا وظيفة متطلباتها كتيرة, أو مسؤولية عائلية تقيلة, أو ربما ضغوطات مالية أو أي مواقف دفعتك للاحساس إنك مش قادر تتحمل أعباءك ومسئولياتك كما يجب وكما كنت تؤديها دائما.
تشعر بالوحدة
قد يكون السبب فيما تشعر به هو احساسك بالوحدة. قد تكون بتمر بفترة توتر فى علاقاتك الاجتماعيه أو خلافات بشكل مستمر مع عيلتك. أو قد تكون بالفعل متوجس من تكوين صداقات جديدة.
تشعر بالصدمة
سبب الشعور ده ممكن يكون إنك بتعاني من صدمة أو بتتعافى من صدمة سبق لك أن تعرضت لها. زي فقدان انسان غالي عليك أو إنك تكون تعرضت لظروف عصيبه في حياتك, أو كنت ضحيه ل عنف جسدى أو لفظى . فى بعض الحالات تكون معايشتها ل شخص نرجسى مسىء سبب كاف للمعاناه النفسيه العميقه.
المعاناة من مرض جسدى
هل بتحس إن شعورك ده متعلق بجسدك؟ سواء كنت مصاب بمرض تم تشخيصه وبتعاني من أعراض جديدة، أو عندك أعراض ل مرض لم يتم تشخيصه بعد ، فمن الجائز جدا أنك تشعر بالارتباك والقلق بسبب حالتك الصحيه.
وفي الحالة دي، من الطبيعي جداً أنه تفكر، وتسأل إنت فيك إيه وغالبًا الاجابة هتلاقيها لما تحل المشكلة الأساسية مع الأخصائي الطبي.
مشكلات في الصحة النفسيه
واحد من الأسباب المحتملة و الأخيرة للشعور ده هو وجود مرض عقلي يمكن تشخيصه زي الاكتئاب أو اضطراب القلق أو اضطراب الشخصية, وده بيشبه تمامًا المرض الجسدي، وأفضل إجراء في الحالات دي هو التحدث إلى أخصائي الصحة النفسيه للتشخيص والعلاج
تفتقر إلى الثقة بالنفس
في بعض الأحيان، ممكن ينشأ هذا الشعور بسبب تدنى ثقتك بنفسك, وشعورك نحو نفسك بعدم الجدارة والكفاءة الذاتيه سواء كان الاحساس ده حقيقي أو لأفأنه كافى لأن يؤثر عليك سلبا. حيث أن افتقار الثقه بالنفس وكذلك النقص في احترامك لذاتك، سوف يتغلغل ا في كل مجال من مجالات حياتك وفى كل تعاملاتك. غالبًا بيكون الحل في الموقف ده هو تحديد السبب الأساسي الكامن وراء مشكلة احترام الذات عندك، واللي ممكن تكون أصلها مشاعر الخزي أو الذنب.
كيفية التعامل
كما سبق تتعدد الاسباب المؤديه لهذا الشعور ، وكذلك تتعدد طرق التعامل والعلاج كما سنرى لاحقا.
خطة التهدئة
أحيانا الشعور بإن في حاجة غلط يحدث فجأة، ومصطحبا معه القلق وكل المشاعر السلبية, في هذه الحالة يكون أفضل حل هو إنك تحاول تهدئه نفسك وتلجأ الى الحلول التى تمنحك بعض من الصفاء الذهنى .وعلى سبيل المثال يمكنك تجهيز قائمة ” بأنشطة التهدئة” تقدر ترجعلها بالأوقات دي, وهنزكر هنا أمثلة على أنشطة مهدئة:
اذهب للتمشية في مكان ما في الطبيعة.
اكتب في مفكرة يومياتك عن مشاعرك.
اتصل بأحد أفراد الأسرة الداعمين أو صديقك أو أي شخص آخر متعاطف.
اكتب قائمة “المهام” (إذا كنت تشعر بالإرهاق ولا تعرف من أين تبدأ).
استخدم أحد تطبيقات التأمل
استنشق بعض الزيت العطري (مثل اللافندر).
قم بعمل دروس يوجا عبر الإنترنت أو دروس استرخاء أخرى.
اقرأ كتابًا (شيء لطيف أو مثير للاهتمام لإبعاد عقلك عن مشاعرك).
شاهد عرضًا تلفزيونيًا أو فيلمًا مفضلًا (يفضل أن يكون واحدًا مهدئًا أو مضحكًا أو كليهما).
ضع خطة عمل
لو كانت مشاعرك دي مرتبطة بمشاكل معينة في حياتك، ركز مع نفسك وحط خطة عمل إزاي هتتصرف مع المشاكل دي. هتلاحظ ساعتها إن مجرد اتخاذك لإجراء معين عشان تحل مشاكلك ده هيخلق عندك الحافز للاستمرار في اللحظات الصعبة. هتعتمد الإجراءات المتوافقه مع ظروفك ولكن ممكن تكون واحدة من ما يلي:
ابحث عن وظيفة أفضل أو أكثر ملاءمة لمواهبك.
اعمل على تحسين علاقاتك (على سبيل المثال ، العلاقات الأسرية والصداقات والعلاقات الرومانسية).
طور هواياتك أو شغفك (على سبيل المثال ، ممارسة الرياضة ، وتعلم كيفية الحياكة).
اقرأ كتب المساعدة الذاتية حول الموضوعات التي تهمك.
استعن ب شخص داعم لك من الاصدقاء المقربين أو من الاسرة .
اطلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسيه.
راقب جسمك
يلى المرحلتين السابقتين من تهدئة للنفس ووضع خطة عمل تتعامل بيها مع المشكلات التى تواجهها، يلى ذلك أن تخرج من دوامه تلك الافكار وتدفع نفسك الى السير فى حياتك الطبيعيه. فعندما تكون أكثر انسجاما مع المشاعر التى تحس بيها في جسمك، هتكون قادر تعمل حاجات ممكن تحسن من مزاجك.
هنا نوضح بعض المشاعر اللي ممكن تكون عندك وبعض الأشياء اللي تفيدك لو عملتها:
الإرهاق و تشوش الافكار: اعمل تفريغ لكل الأفكار وصمم قائمة مهام أو خطة عمل علشان تطلع كل حاجة من راسك وتحطه على الورق.
متعب: اذهب إلى الفراش في نفس الوقت واستيقظ في نفس الوقت كل يوم : لازم تتأكد من إنك بتنام وقت كافي.
حالة قلق: اتمشى أو اعمل تمارين رياضية (على سبيل المثال ، التدريب المتقطع ، والمشي على آلة الجري، واليوجا).
الألم الجسمانى: حدد المشكلة وابحث عن الحلول (على سبيل المثال ، اتصل بطبيبك).
متوتر: تمرن على التنفس العميق، ومارس التأمل، واستخدم الاسترخاء التدريجي للعضلات
حدد موعدًا للقلق
دلوقتي إنت فعلاً بدأت في مراقبة جسمك، هتحتاج كمان تراقب عقلك. تعمل ده من خلال إنك تحدد فترة قلق كل يوم، تقوم خلالها بتدوين كل حاجة بتقلقك.
خلال فترة القلق دي، لازم تحط حد زمني لفترة القلق، بعدها متفكرش في الحاجة اللي تقلقك بقية اليوم.
ممارسة العناية الذاتية
لازم تحدد وقت للرعاية الذاتية في يومك. والمقصود بالرعاية الذاتية أي حاجة تخليك تشعر بالرضا (جسديًا وعقليًا). وهنا بنزكر بعض الأشياء الي تقدر تقوم فيها لممارسة الرعاية الذاتية الجيدة خلال يومك.
احصل على قسط كافٍ من النوم (7-8 ساعات في اليوم ؛ ليس أكثر من 10 أو ستشعر بمزيد من التعب).
اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا (ما يكفي من البروتين والألياف) وتجنب الوجبات السريعة والكافيين وما إلى ذلك.
مارس التمارين الرياضية بانتظام ، ورفع معدلك المرتفع بالإضافة إلى الإطالة (10000 خطوة هي هدف جيد ، ولكن 5000 يجب أن تكون الحد الأدنى).
خطط وقت للراحة كل يوم (على سبيل المثال ، خذ فترات راحة إذا كنت تعمل أمام جهاز كمبيوتر ، تأكد من أن لديك وقت خالٍ من الشاشة).
خطط وقت للأشياء التي تستمتع بها كل يوم (على سبيل المثال ، قراءة كتابك المفضل ، مشاهدة برنامج تلفزيوني مفضل).
اخرج في الطبيعة (يساعدك ذلك في الحصول على فيتامين د وأخذ قسط من الراحة).
راجع أخصائى الصحة النفسيه
عندك ماضي مؤلم أو بتتعرض لموقف صعب في الحياة؟ أو هل بتعتقد أنك بتعاني من اضطراب في الصحة النفسيه؟
في الحالة دي، هيكون أفضل مسار ليك هو طلب المساعدة من الأخصائى سواء كانت مشكلتك اكتئاب أو قلق أو اضطراب الشخصية أو أي مشكلة تانية، ففي كتير أشكال مفيدة جدًا من العلاج (بما في ذلك الأدوية والعلاج بالكلام) اللممكن أنها تحدث فرق كبير في حياتك.
هيساعدك الدواء على الاحساس بالتحسن وهيسهل عليك ممارسة المهارات اللي هتتعلمها خلال فترة العلاج. حتى أن العلاج ممكن يساعدك في استكشاف مايؤثر عليك من ماضيك وإزاي تقدر تتغلب عليه..
كيفية التعامل مع القلق
بالإضافة إلى طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسيه، في حاجات تانية تقدر تعملها بنفسك وتساعدك تتعامل مع قلقك:
استخدم الزيوت الأساسية مثل اللافندر.
مارس تمارين الاسترخاء مثل استرخاء العضلات التدريجي
خذ فترات راحة من وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار.
اقرأ كتب المساعدة الذاتية أو استمع إلى البودكاست من الخبراء حول تقليل القلق. مارس التمارين الرياضية بانتظام مثل المشي أو ممارسة اليوجا أو تمارين الإطالة.
كيفية التعامل مع الاكتئاب
ماذا لو كنت بتعاني من الاكتئاب؟ في الحالة دي لازم تتأكد من مراجعة أخصائي الصحة النفسيه أولاً عشان تعرف إذا كان الدواء أو العلاج مفيد ليك أو لأ, إذا تأكدت إن ده هو وضعك، فحاول تتحدث لشخص وتحكيله عن مشاعرك على أقل تقدير, ده طبعاً إلى جانب رؤية متخصص، وهنا بنزكر بعض الأشياء اللي ممكن تعملها إذا كنت تعاني من الاكتئاب:
مارس التمارين الرياضية بانتظام (تُفرز التمارين الإندورفين الذي يمكن أن يجعلك تشعر بتحسن ، ولو مؤقتًا فقط).
حافظ على جدول نوم منتظم (لقد ارتبط النوم كثيرًا أو القليل جدًا بالاكتئاب).
تحدى عمليات التفكير السلبي لديك (ابحث عن كتاب المساعدة الذاتية حول العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب لمساعدتك على القيام بذلك).
خذ خطوات صغيرة كل يوم (إذا شعرت بالإرهاق ، فحاول أن تخطو خطوة واحدة صغيرة نحو ما تحاول تحقيقه ؛ سيساعدك هذا في الحصول على الزخم لبدء التحرك والقيام بالمزيد).
تتبع حالتك المزاجية يوميًا (قم بتقييمه على مقياس من 1 إلى 10 ، واكتب الضغوطات اليومية). احتفظ بدفتر يوميات للسعادة (اكتب الأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها ، والنجاحات الصغيرة
ماذا تفعل في حال أنه لا يوجد شيء خطأ؟
أحياناً ممكن يكون التساؤل عن ماهو الخطأ فيما يحدث محير جداً وخاصة حينما يصعب الوصول الى السبب فى هذا الشعور وهذه التساؤلات. باستبعادك لاحتمالية الإصابة بالاكتئاب أو أي مشكلة تانية بتتعلق بالصحة النفسية، ممكن يكون في أسباب تانية محتملة وهنا بعض الأمثلة:
ربما تحاول أن ترقى إلى مستوى مُثُل الآخرين بدلاً من اتباع قيمك الخاصة.
قد لا تشعر بالتحدي في وظيفتك ، أو تتمنى أن تكون قد اخترت مسارًا مختلفًا.
ربما تكون قد حققت هدفًا أو معلمًا كبيرًا ، وتشعر الآن بأنك بلا هدف إلى حد ما بشأن مسارك المستقبلي. قد تشعر بالملل من بعض جوانب حياتك ، وتتمنى أن تتمكن من إجراء تغيير
كلمة من شيكا
لو كنت من الأشخاص الذين يفكرون دائما أنه في حاجة غلط في حياتهم ، فقد يكون من الصعب عليك معرفة من أين تبدأ لتصل الى السبب الحقيقي لما تعانيه وتفكر فيه. لذلك فأنك تحتاج الى التفكير الهادىء والعميق لاستعراض الاحتمالات المختلفه مع توفير العوامل المساعدة لتخفيف جو القلق والتوتر. ولتعلم عزيزى القارىء أن الوصول إلى جذر المشكلة هو أفضل طريقه للتعامل معها وعلاجها.